![ثعبان](https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEheHaLUJXyeW_DPiYPZeVkd1gw6r5JhwdUHBy_GVZASHboVjQ1ApnOoO3k48TRe_q6UfMYu_PJo2PFBCykNnkrt9z9y83sudVCPSBUXUZGMU39A5f1pTOTk0iG_KuaKQySw9sJn6djMb-QD/s640/AEB17E88-D683-4E4F-9A44-8B1AADE129A6.jpeg)
عندما كنت مراهق حذرني أبي من مصاحبة رفقاء السوء، لكني كنت استغرب تحذيره الشديد و أرى أنه مبالغ و أني شخص كبير و أعرف الصواب من الخطأ لن يقع مكروه إن شاء الله من رفيق، فليس هناك صاحب يضر صاحبه، كان أبي رحمه الله دائما يذكرني بحديث النبي صلى الله عليه و سلم و يقول يا ولدي لا تصاحب نافخ الكير فيحرق ثيابك و صاحب الأخيار فتجد منهم ما يسرك لعلهم يساعدونك في الدنيا و الأخرة.
لكني عنيد اتسائل دائما لما يتدخل أبي في أختيار أصحابي ؟ هذه حياتي و أنا حر، كما أن من يطلق عليهم لقب نافخي الكير ذوي الرائحة النتنه ليسوا كذلك، كانوا يلبسون أفضل اللباس و يتعطرون أزكى العطور و قصاصات الشعر العجيبة و الغريبة التي يزينون بها رؤوسهم، تروق لي قصص مغامراتهم و غرامهم مع الفتايات.
كنت ساذج بالفعل فترة المراهقة, كدت أن أضيع بحماقة نفسي فالجاهل عدو نفسه لم أعلم أن الوالد و الوالدة رحمهما الله يتمنون الصلاح و الخير لفلذات أكبادهم، لما كبرت و صرت أب عرفت أن كل الجماليات و الصور البراقة ماهي إلا زخارف و ألوان تشبه جلد أفعى سامة، من المجنون الذي يصاحب أفعى و يسامرها ! لا أعرف أحد غير العازف الهندي المتمكن منها و الحذر من كل حركة تخطوها نحوه، الأفاعي شريرة قد تلدغ صاحبها لمجرد المتعة لهذا لا يوجد أحد يصاحب أفعى إلا أحمق أو متمكن حذر من ألاعيبها و بالطبع لست من النوع الثاني فترة مراهقتي 🤦♂️